ناقشت الندوة الفكرية (الثقافة في الكويت قبل النفط) في جلستيها الرابعة والخامسة في اليوم الثاني من انطلاق أعمالها دور التعليم والمرأة والصحافة في تشكيل الهوية الوطنية وذلك ضمن احتفالية (الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025) برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري واستعرضت الجلسة الرابعة اليوم الاثنين بإدارة الدكتور سعيد الزهراني من السعودية الصلات الثقافية مع دول الخليج والجزيرة العربية والعلاقات الثقافية العربية والأثر الثقافي للبعثات التعليمية العربية.وطرح الباحث في الأدب العربي الحديث الدكتور فهد حسين من البحرين التنوع الثقافي والاجتماعي في المجتمع الكويتي الذي نشأ في بيئة بين البحر والصحراء حيث التفاعل بين البدو والحضر والقبلية والمدنية ما أسهم في تكوين هوية ثقافية غنية ومتنوعة.وأشار إلى تأثير البحر والصحراء في مهن السكان مثل الغوص وصيد الأسماك والرعي وكيف أن هذا المزيج الثقافي ترافق مع التواصل مع الحضارات الأخرى عبر التاريخ مما جعل الكويت مجتمعا منفتحا على الآخر ثقافيا وحضاريا.ونوه بدور المرأة الكويتية في تعزيز التنوير الثقافي وأهمية الصحافة الكويتية في هذا السياق ودور المثقف الكويتي في النهضة الخليجية مع التأكيد على تأثير هذا التفاعل الثقافي في تشكيل الهوية الكويتية.من جهته قال أستاذ فقه العمران وفلسفة العمارة الإسلامية الدكتور خالد عزب من مصر إن الكويت تعد من الدول العربية التي استطاعت مبكرا بلورة مشروع ثقافي عربي يعتمد على التبادل الثقافي.واشار إلى تأسيس مجلة (العربي) أحد أبرز المعالم الثقافية التي مثلت لؤلؤة الثقافة العربية كما لفت إلى الفترة التي تمتد من الاستقلال إلى الرسوخ ومشروع (سلسلة عالم المعرفة) أحد أبرز المشاريع الثقافية التي ساهمت الكويت في تقديمها على الساحة العربية.بدوره لفت الباحث في التراث الكويتي بدر الزوير إلى عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه حيث تم اكتشاف أول بئر نفطية في منطقة بحرة ما دفع الكويت للتركيز على التعليم لاسيما بعد تدهور سوق اللؤلؤ والأزمة المالية العالمية وكان ذلك استعدادا للاستفادة من النفط كمورد اقتصادي.وبين ان الكويتيين قاموا بتشكيل مجلس المعارف وبدأوا في التواصل مع الدول العربية للاستفادة من خبراتها التعليمية ومنذ عام 1936 حتى 1952 توالت الوفود التعليمية العربية ما أسهم في نهضة الكويت ثقافيا واجتماعيا وجعلها مركزا إشعاعيا للتعليم والثقافة حتى نالت استقلالها عام 1961.من ناحيته أكد الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور عايد الجريد في كلمته بالجلسة الخامسة التي أدارها الأديب طلال الرميضي أن التعليم والتثقيف كانا محورا أساسيا في الكويت خلال النصف الأول من القرن العشرين حيث لعب رجال العلم دورا مهما في تأسيس المدارس والمشاريع الثقافية مثل مدرسة المباركية ومدرسة الأحمدية والمكتبة الأهلية الكويتية.وأشار إلى دعم تعليم المرأة من قبل شخصيات مثل الشيخ مساعد العازمي والشيخ عبدالعزيز الرشيد إضافة إلى تشجيع مجلس المعارف الكويتي على تعليم البنات بدءا من عام 1937.وأضاف أن المرأة الكويتية لم تقتصر على تلقي التعليم فقط بل كان لها دور كبير في دعم المشاريع الثقافية "مثل تبرع شاهة الحمد الصقر للمكتبة الأهلية الكويتية" مسلطا الضوء على دور المرأة الكويتية في بناء المجتمع وتنشئة الأجيال خلال النصف الأول من القرن العشرين.من جانبه لفت الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح إلى وقفات تاريخية مع الصحافة الكويتية مبينا أن "الصحافة الكويتية انطلقت في عام 1928 على يد المؤرخ عبدالعزيز الرشيد رغم الصعوبات التي واجهها في إصدار أول صحيفة".وأوضح أن الصحافة الكويتية على الرغم من الظروف الصعبة في بداياتها مثل افتقارها للإمكانات الفنية والمادية وعدم وجود مطبعة إلا أنها استطاعت أن تلعب دورا محوريا في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية وتعريف العالم بالكويت.يذكر أن الندوة الفكرية شملت معرضا مصغرا للحرف اليدوية التقليدية لفترة ما قبل النفط مثل حرفة السدو وحرفة القلاف (صناعة السفن) وركنا لمطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدورية ومجلة العربي.