أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن اليوم الأحد أن بلاده تستثمر أكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (نحو 53 مليار دولار) في الاقتصاد البريطاني.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بمناسبة انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري البريطاني الثاني في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "شركاء من أجل المستقبل".وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن إن الاستثمار القطري في الاقتصاد البريطاني يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق النمو والازدهار في المملكة المتحدة كما يحقق العوائد للصندوق السيادي القطري لضمان مستقبل الأجيال القادمة في قطر.وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 6ر1 مليار جنيه إسترليني (نحو ملياري دولار) في عام 2024 مشيرا إلى مواصلة قطر لعب دور محوري بين كبار المستثمرين العالميين في المملكة المتحدة كوننا الشريك الأول للشركات البريطانية الرائدة.وأوضح أن الاستثمارات القطرية تساهم في دعم نمو الاقتصاد البريطاني ومشاريعه وزيادة فرص العمل والابتكار والتنمية الاقتصادية في البلدين خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاستدامة وسبل التكيف مع التغير المناخي والتطور الرقمي.وقال إنه منذ انطلاق الحوار الاستراتيجي الأول شهدت الشراكة القطرية البريطانية تحركات مكثفة لتعميق التعاون على مختلف المستويات حيث مثلت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى لندن في ديسمبر الماضي محطة تاريخية في مسيرة العلاقات بين البلدين والتي أكدت على الالتزام بتعميق الشراكة الثنائية التاريخية المتينة بينهما.وذكر أن انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي الثاني اليوم يمثل محطة أخرى في الدفع بتلك الشراكة بين دولة قطر والمملكة المتحدة كما يؤكد العزم المستمر على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والدفاع والأمن والتعاون في مجال مكافحة "الإرهاب".وبين الشيخ محمد أن الحوار الاستراتيجي يعقد تحت مظلته ثماني مجموعات عمل مشتركة تعمل على وضع الخطوات العملية نحو تحقيق التطلعات المشتركة بين البلدين معربا عن سعادته بإطلاق مجموعة عمل في مجال التكنولوجيا والعلوم والابتكار ومجموعة عمل في مجال الصحة.وأشار إلى اعداد الطلاب القطريين الذين استفادوا من التعليم في المدارس والكليات والجامعات البريطانية وإلى العاملين البريطانيين في قطر.وأعلن عن توقيع خطاب للنوايا للتعاون في مجال السلام والمصالح وتسوية النزاعات والتي من شأنها أن تعزز من التعاون على المستوى التقني لتطوير القدرات في هذا المجال ودعما للجهود الدولية في إحلال السلام.ولفت إلى عقد مجموعة عمل التنمية الأولى وذلك للبناء على الجهود المشتركة في التحديات الإنسانية والصحة العالمية وخلق مبادرات مشتركة للتنمية وذلك في ضوء مضاعفة مبادرة التمويل المشترك للتعاون الإنمائي إلى 100 مليون دولار إضافة إلى العمل على استكشاف برامج مشتركة في المناطق ذات الأولوية تشمل على سبيل المثال قطاع غزة والسودان وسوريا واليمن والصومال وبنغلاديش.وقال إن المخاطر اليوم أعلى من أي وقت مضى فإن التصعيد والعدوان وحصار الاحتلال الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة واستمرار تسييس المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني واستخدام الجوع كأداء للعقاب الجماعي يضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية مشيرا إلى أنه يمثل تحديا لانسانيتنا وأن ترك ذلك دون محاسبة هي دعوة مفتوحة لمن تسول له نفسه اتباع هذه الأساليب اللاإنسانية في فرض إرادة سياسية على أي شعب يبحث عن حريته.كما أكد الاستمرار بالالتزام في العمل على تهدئة الأوضاع ومطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن منع دخول المساعدات الإنسانية والعمل بلا كلل لدعم جميع الجهود الرامية إلى حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض.كما تطرق إلى الملفين السوري والأوكراني قائلا "اننا نرى تطورات إيجابية في سوريا متمثلة في إعادة بناء دولة دمرتها الحرب وفرص للسلام تدعمها المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عمانية ناهيك عن التفاوض حول السلام في أوكرانيا وغيرها من الجهود الدولية الرامية لتحقيق حلم الإنسانية بسلام عادل ودائم لشعوبنا" مشددا على الالتزام بدعم هذه الجهود خاصة مع أزمات تتفاقم فيها التداعيات الإنسانية وعلى رأسها السودان واليمن.من جهته قال لامي إن بريطانيا وقطر تجمعهما علاقة صداقة طويلة ومتينة معربا عن تقديره لجهود رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في إحلال السلام والمصالحة.وأعرب عن سعادته بزيادة نمو السياحة بين البلدين مضيفا أن الحوار الاستراتيجي القطري البريطاني "مثمر" وأن هذه الشراكة بنيت على طموح مشترك وسوف تخلق فرص العمل في كلا البلدين.وقال إن الحرب المدمرة في غزة تحتاج إلى أن يضع حدا لها بسرعة وأن الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة لإنجاز سلام مستدام مبينا أن المملكة المتحدة ممتنة جدا لجهود قطر في الوساطة.