• رئيس التحرير: صلاح عبدالله العطار

  • En

وزير الخارجية الصيني يدعو (آسيان) للانفتاح والتعاون وسط تصاعد التهديدات الجمركية الأمريكية..

دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الخميس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى التمسك بمبادئ الانفتاح والتعاون والشمولية في وقت تلوح الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على دول المنطقة ضمن سياسة التعرفة التجارية المتصاعدة.جاء ذلك في كلمة وانغ خلال الاجتماع الوزاري بين (آسيان) وجمهورية الصين الشعبية ضمن أعمال الاجتماع ال58 لوزراء خارجية (آسيان) المنعقد في كوالالمبور خلال الفترة من 8 إلى 11 يوليو الحالي.وقال وانغ "اننا سنعمل مع دول (آسيان) على تعزيز القيم الآسيوية القائمة على السلام والتعاون والانفتاح والشمولية" مؤكدا اهمية "تعزيز نهضة آسيا في ظل التوجه التاريخي لنمو ملحوظ يشهده الجنوب العالمي".ومن جهته ذكر وزير الخارجية الماليزي محمد حسن بصفته ممثل الدولة التي تتولى رئاسة رابطة (آسيان) هذا العام أن التحديات التي تواجه نظام التجارة الحرة القائم على القواعد تستوجب مزيدا من التنسيق.وأوضح أن توقيع اتفاقية (منطقة التجارة الحرة بين آسيان والصين) في نسختها الثالثة والمقررة في وقت لاحق من العام الحالي يأتي في توقيت مناسب لتعزيز المرونة الاقتصادية لكلا الجانبين.وأشار حسن إلى محافظة الصين و(آسيان) على موقعهما كشريكين تجاريين رئيسيين للسنة الرابعة على التوالي.وبين أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ في عام 2024 نحو 94ر770 مليار دولار أمريكي مسجلا زيادة بنسبة 61ر10 في المئة مقارنة بالعام السابق.واعتبر الوزير الماليزي أن العلاقة بين (آسيان) والصين تعد من بين أكثر الشراكات عمقا وديناميكية في المنطقة لارتكازها على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي المتصاعد داعيا إلى تعزيز هذا التعاون في ظل التحديات الدولية المتزايدة.وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية البحرية أوضح أن (آسيان) تجدد دعوتها لجميع الأطراف الى ادارة الوضع في بحر الصين الجنوبي بحكمة وتعقل وتجنب أي تصعيد للتوترات الجيوسياسية قد يهدد أمن المنطقة أو التجارة العالمية.وأعرب عن ترحيب رابطة (آسيان) بالتقدم المحرز في مسار التفاوض حول مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي داعيا الى الحفاظ على الزخم الإيجابي لضمان التوصل إلى اتفاق فعال وجوهري في المستقبل القريب.وذكر الوزير الماليزي أن هشاشة السلام العالمي تزداد يوما بعد يوم ما يستوجب مضاعفة الجهود لضمان عدم تهديد الاستقرار الإقليمي مشددا على أهمية إبقاء بحر الصين الجنوبي ساحة للتعاون لا النزاع.وعن التسلح النووي أوضح أن (آسيان) ترحب باستعداد الصين لأن تكون أول دولة تمتلك أسلحة نووية تقوم بالمصادقة على البروتوكول الملحق بمعاهدة منطقة جنوب شرق آسيا الخالية من الأسلحة النووية (سيانوافز) من دون تحفظات معتبرا ذلك خطوة مهمة تظهر التزام بكين تجاه استقرار المنطقة.يذكر أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة تدخل حيز التنفيذ مطلع أغسطس المقبل مستهدفة دول جنوب شرق آسيا ضمن موجة تصعيد تجاري أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فرض أولي في أبريل الماضي حيث ارتفعت الرسوم على الواردات من ماليزيا إلى 25 في المئة وثبتت على إندونيسيا بنسبة 32 في المئة وتايلاند 36 في المئة بينما خفضت على كمبوديا وفيتنام إلى 36 في المئة و20 في المئة.وتتنازع عدة دول في (آسيان) هي الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي الذي تطالب الصين بمعظمه بموجب ما يعرف ب (خط النقاط التسع) وهو ما رفضته محكمة التحكيم الدولية عام 2016. وتضم رابطة (آسيان) عشر دول أعضاء هي بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام فيما تستعد تيمور الشرقية (تيمور ليستي) للانضمام إلى الرابطة كعضو 11.كما تجري (آسيان) حوارا رسميا مع 11 شريكا عالميا هم الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.