قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اليوم الخميس إن غارات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة وغير المبررة على الأراضي الإيرانية تمثل "خرقا سافرا للقانون الدولي وتقوض الأسس التي يقوم عليها النظام العالمي" مشيرا إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى تقويض فرص الحوار حتى عندما تكون المحادثات في مراحل حرجة.جاء ذلك في كلمة ألقاها إبراهيم خلال اجتماعات المائدة المستديرة ال38 لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ المنعقدة في كوالالمبور والتي تختتم أعمالها اليوم بمشاركة أكثر من 300 خبير ومفكر من نحو 20 دولة بينهم وزراء وسفراء وأكاديميون.وأضاف رئيس الوزراء الماليزي أن مثل هذه الأفعال التي تنفذ دون مساءلة قانونية تمثل تهديدا مباشرا للاستقرار الدولي داعيا الأطراف ذات النفوذ إلى أن تتحدث بوضوح وتتصرف بحزم لمنع أي تصعيد إضافي في المنطقة.وفي سياق متصل أعرب إبراهيم عن قلقه العميق إزاء المأساة المتصاعدة في قطاع غزة قائلا إن الهجوم المتواصل على شعب محاصر وأعزل قد أفضى إلى معاناة إنسانية هائلة والخسائر البشرية الفادحة التي تطال غالبا النساء والأطفال تستدعي تحركا دوليا فوريا لتطبيق القانون الإنساني ووقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.وعن منطقة جنوب آسيا شدد أنور على أن "التوترات غير المحسومة" بين باكستان والهند لا تزال تمثل خط صدع هشا مشيرا إلى أن مستقبل العلاقات بين البلدين لا يتوقف فقط على مظالم الماضي بل على اختيارات الحاضر في الاستثمار في الاستقرار أو الاقتراب من الكارثة.وفي منطقة شرق آسيا لفت إلى أن التوترات المتزايدة في مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي تمثل بؤرا مألوفة للصراع مشددا على أن ماليزيا ترى أن الحوار ينبغي أن يكون أولوية وسيادة القانون يجب أن تتفوق على الفوضى وضبط النفس يجب أن يسود بدلا من التصعيد.وأشار إلى أن ماليزيا ترى أن مستقبل منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا يقوم على تكتلات مغلقة أو توازنات هشة بل على نظام أمني شامل ومستقر يمكن التنبؤ به ويستند إلى قواعد واضحة مؤكدا أن سياسة عدم الانحياز النشط لا ينبغي فقط التسامح معها بل يجب دعمها وتعزيزها كخيار مشروع ومستدام.وفي الشأن الاقتصادي انتقد إبراهيم فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية أحادية الجانب على عدد من الواردات من ماليزيا معتبرا أن هذه السياسات تشكل تحديا كبيرا للاقتصاد الوطني والإقليمي في ظل تشابك سلاسل الإمداد العالمية.كما أعرب عن التزام ماليزيا بمواصلة التواصل البناء مع الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والهند وغيرهم من الشركاء في سبيل حماية مصالحها الوطنية.وأكد أن انضمام دول من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وأفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى مجموعة (بريكس) يمثل فرصة جديدة لبناء شراكات نوعية متقدمة مشيرا إلى أن انخراط ماليزيا في التعاون مع (بريكس) لا يعني الانحياز بل تأكيد للاستقلالية والثقة في الشراكة المستدامة.وعلى الصعيد الإقليمي قال أنور إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كانت وما زالت منصة راسخة لتجاوز الخلافات والأزمات من النزاعات الحدودية إلى الجوائح والكوارث المناخية مشيرا إلى أن ماليزيا باعتبارها رئيسة الرابطة لهذا العام ستواصل تعزيز التكامل الاقتصادي عبر اتفاقيات مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة والاتفاقية الإطارية للاقتصاد الرقمي.وفيما يخص قضية ميانمار قال إن الحرب الأهلية المتواصلة لا تزال تمثل أحد أعقد التحديات أمام رابطة (آسيان) مؤكدا أن ماليزيا ترى أن من مسؤوليتها بوصفها رئيسا للرابطة تفعيل كل آلية متاحة والعمل مع كل الشركاء من أجل خفض العنف وتمهيد الطريق لعملية سلام بقياد ميانمارية.واستضافت ماليزيا المائدة المستديرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ السنوية خلال الفترة من 17 إلى 19 يونيو الجاري بتنظيم من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بماليزيا حيث تضمنت المناقشات تسع جلسات رئيسية تناولت الأمن الإقليمي وأزمة ميانمار والقيادة السياسية وتغير سلاسل التوريد ودور القوى الكبرى وقضايا السلام والاستقرار والسيادة الإقليمية.