أعرب وزير خارجية ماليزيا محمد حسن اليوم الأحد عن إدانة بلاده للحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فيما دعا رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى عدم الصمت إزاء المظالم الدولية.وقال حسن في كلمته الافتتاحية أمام اجتماع لوزراء خارجية (آسيان) في كوالالمبور إن بلاده قلقة إزاء الحصار الكامل المفروض على غزة محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن المجاعات والوفيات الجماعية التي يشهدها القطاع والتي تمثل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وانعكاسا لغياب المحاسبة وازدواجية المعايير".وشدد على أن رابطة (آسيان) "لا يمكنها أن تظل صامتة إزاء المظالم الدولية" داعيا دولها الأعضاء الى تبني موقف موحد يعكس التزام الرابطة بقيم العدالة والإنسانية وسيادة القانون.ومن ناحية أخرى دعا حسن دول (آسيان) إلى تنسيق موقف مشترك لمواجهة تداعيات التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤكدا أن المرحلة الحالية تتطلب تماسكا إقليميا في مواجهة الاضطرابات التجارية والتحولات المناخية والتكنولوجية المتسارعة.وقال إن "الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أحدثت اضطرابات كبيرة في سلاسل الإنتاج والتجارة العالمية وأثرت بشكل مباشر على اقتصادات دول آسيان" محذرا من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل.وأضاف أن التحديات لا تقتصر على التجارة فقط بل تمتد الى تصاعد تأثيرات التغير المناخي وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من استجابة الحكومات ما يفاقم المخاطر على البنية التحتية والخدمات العامة خصوصا في الدول ذات السواحل المنخفضة أو البنى الصحية المحدودة.ورأى أن دول (آسيان) مطالبة بتعميق التكامل الاقتصادي وتطوير آليات التجارة البينية بما يعزز قدرتها على امتصاص الصدمات الخارجية وتقليص الفجوات التنموية بين الدول الأعضاء مشددا على أن "تنويع الشراكات الاقتصادية ضرورة استراتيجية وليست خيارا ظرفيا".وفي السياق ذاته أكد وزير الخارجية الماليزي أن الترابط الجيوسياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة يفرض على (آسيان) الحفاظ على مركزيتها بصفتها "الإطار الأوحد" الذي يتحدث باسم جنوب شرق آسيا محذرا من أن "أي تراجع في التماسك الداخلي سيعرض الرابطة لضغوط خارجية متزايدة في وقت لم تعد فيه التعددية رفاهية بل ضرورة سياسية واقتصادية".وفي الشأن الإقليمي أشار حسن إلى تحرك (آسيان) سريعا عقب الزلزال الذي ضرب أجزاء من ميانمار وتايلند أخيرا معتبرا أن هذه الاستجابة العاجلة تعكس روح التكاتف التي تأسست عليها الرابطة.ودعا الأطراف المعنية في ميانمار إلى تمديد إيقاف إطلاق النار وتسهيل جهود الإغاثة والتعافي لافتا إلى أن "الكوارث الطبيعية تشبه التحديات العالمية من حيث عدم اعترافها بالحدود ما يتطلب تعزيز التضامن الإقليمي على مستوى الأزمات والمخاطر المستقبلية لا سيما في ظل تنامي ظواهر مناخية متطرفة وتزايد اختلالات الأمن الغذائي والمائي".من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الماليزي أن شعار رئاسة بلاده الحالية ل (آسيان) هو (الشمولية والاستدامة) موضحا أنه يجسد قناعة بأن النمو الاقتصادي لا يكتمل "دون عدالة ولا يدوم دون مراعاة حقوق الأجيال القادمة" مبينا أن هذا الطرح الاستراتيجي يجب أن يترجم إلى برامج وسياسات ملموسة.وأشار إلى أن القادة الآسيويين سيعتمدون خلال القمة الرئيسية غدا الاثنين وثيقة (آسيان 2045 .. مستقبلنا المشترك) التي تمثل خريطة طريق لعشرين عاما مقبلة وتؤسس لبناء مجتمع إقليمي مبتكر ومندمج اقتصاديا ومتماسك اجتماعيا وفاعل عالميا.وبين أن نجاح هذه الرؤية مرهون بالقرارات التي ستتخذ داعيا إلى تجاوز المقاربات الانفرادية نحو وحدة بناءة قائمة على احترام التعدد والتنوع.واختتم الوزير الماليزي كلمته بالتأكيد على التزام بلاده الكامل باستخدام رئاستها الحالية لتأمين انطلاقة ناجحة لهذا المسار المستقبلي.ومن المقرر أن يعقد في وقت لاحق اليوم اجتماع وزاري مشترك يجمع وزراء خارجية رابطة (آسيان) ونظراءهم في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحضور وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا.ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع آفاق الشراكة الاستراتيجية وملفات الأمن الغذائي والطاقة والاستثمارات المتبادلة إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وتستضيف ماليزيا غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء القمة ال46 لرابطة (آسيان) والقمم المرتبطة بها وأهمهما القمة الثانية بين مجلس التعاون و(آسيان) والقمة الأولى بين مجلس التعاون و(آسيان) والصين.ويترأس ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله وفد دولة الكويت والجانب الخليجي في أعمال القمتين في إطار رئاسة الكويت لأعمال الدورة ال45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.